يروي الكاتب المسيحي جورج جرداق القصة التالية

   عن مناقب أمير المؤمنين علي‏ عليه السلام
   ويقول معلقاً: وأنا أكتب هذه القصة عن محبة علي عليه السلام وحنوه على الأطفال والأيتام انهمرت عيناي بالدموع،،
   فابتلت الأوراق التي بين يدي وتبلل ما كنت كتبته...


   :: والقصة كما يلي :


   ذات ليلة جاء علي عليه السلام بالطعام إلى أسرة فقدت معيلها وفيها أيتام، فوجد بين الأيتام طفلاً لا يهدأ،،

   فسأله الإمام عليه السلام عن سبب ذلك.

   فقال الطفل: إن الأطفال يقولون لي أن لا أب لك.


   فقال له الإمام عليه السلام: قل لهم إن علياً هو أبي.

   فلم يهدأ الطفل، وقال: إن أطفال جيراننا لهم حصان خشبي وأنا ليس عندي مثله.

   فجاءه الإمام عليه السلام به ليفرح ويلعب به، ولكن الطفل لم يهدأ وبدأ يتذرع بالذرائع الواحدة تلو الأخرى...
   وقال للإمام عليه السلام: أريد حصاناً أركبه ويسير بي!


   وفي ذلك الليل انحنى أمير المؤمنين وخليفة الرسول صلى الله عليه وآله على المسلمين ليركب الولد على ظهره ...


   وقال: ها أنا قد صرت حصاناً لك. فاستمر الإمام عليه السلام بإركاب الطفل على ظهره والسير به حتى استحوذ التعب على الطفل ..

   وغفا فوق ظهر الإمام عليه السلام فوضعه في سريره وغادر الدار.


   في رواية :كان الإمام علي (عليه السلام) يمر في طريق فرأى غلاماً يبكي فإقترب منه وضمّه إلى صدره ومسح دموعه وسأله عن سبب بكائه .

   فقال الغلام : جئت إلى هنا لألعب مع هؤلاء الصبيان ولكنهم طردوني لأنّني يتيم الأب وقالوا لي: نحن لا نلعب مع مَنْ ليس له أب.


   فتأثر الإمام علي (عليه السلام) وأغرورقت عيناه بالدموع وضم الصبي إلى صدره وأعطاه قطعة من النقود ...

   وقال: إذهب وإلعب مع الصبيان فإنْ قالوا لك : أنّك ليس لك أب ، فقل لهم: أن أبي هو علي بن أبي طالب...


   وينسب للإمام علي قوله:

   ما إن تأوهت من شيء رزئت به ••• كما تأوهت للأيتام في الصغر

   ::في البحار، عن حبيب بن أبي ثابت أنه قال: جيئ بمقدار من العسل إلى بيت المال، فأمر الامام علي عليه السلام بإحضار الأيتام،،

   وفي الحين الذي كان يقسم العسل على المستحقين كان بنفسه يطعم الأيتام من العسل،
   فقيل له: يا أمير المؤمنين ما لهم يلعقونها؟
   فقال: إن الامام أبو اليتامى وإنما ألعقتهم هذا برعاية الآباء..


   ::ومما قال في وصيته الأخيرة قبيل استشهاده صلوات الله عليه: الله الله في الأيتام، فلا تُغبّوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم..


   :: وعن الأصبغ بن نباته، انه لما سمع الأيتام بجرح الامام عليه السلام ووصية الطبيب أن يتناول الأمام اللبن،

   يقول رأيت الأيتام وقد صفوا أمام منزل الامام وكل منهم يحمل أناء فيه اللبن

   ويقول: هذا لأبونا علي...


   وبعض الرويات تذكر؛ عندما خرج الاطباء طلبوا من الجميع الانصراف ليمنح الامام شيء من الراحة ...

   خرج الامام الحسن ليتفقد من خارج الدار ...
   رأى احد هولاء الايتام وبيده قصعه لبن يعطيها الامام ويقول:

   لقد ارسلتم لنا اللبن، وقد وصفوا له اللبن، خذوا اللبن وارجعوا لنا عــلــي...!


   أبا الأيتامِ قد جفت بنا السحبُ ..... فأمسى القلبُ في الرمضاءِ ينتحبُ

   يأنُ كأمثالِ الثكالى إذ فقدوا ..... كما المجنون أمسى يهذي وينقـلبُ
   أحبك بل عشقي تجاوز مدركي ..... فشعس نعاليك للبي صار مُستلِبُ
   أنت الذي تُطعِمُ المسكين تقربا ..... وكذا الأسيرَ وللأيتام تجـــتذبُ
   وأنا العبدُ العليل صـــبابة ..... أمسكتَ عني طيفك المــقـتربُ

   أقسمت بالزهراء البتول وضلعها ..... أبقى لعشق علي الليث متجلببُ

   نســألكم الدعاء