وروى أبو طاهر محمد بن الحسن الترسي في كتاب
معالم الدين قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام لما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت:
يا رب هذا الحسين عليه السلام صفيك وابن بنت نبيك، قال فأقام الله ظل القائم عليه السلام وقال بهذا أنتقم لهذا.
وروى إن سنانا أخذه المختار فقطع أنامله أنملة
أنملة ثم قطع يديه ورجليه وأغلى له قدرا فيها زيت ورماه فيها وهو يضطرب.
قال الراوي فارتفعت في السماء في ذلك الوقت
غيرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا ترى فيها عين ولا أثر حتى ظن القوم إن العذاب قد جائهم فلبثوا كذلك ساعة ثم انجلت عنهم.
وروى هلال بن نافع قال:
إني كنت واقفا مع
أصحاب عمر بن سعد (لع) إذ صرخ صارخ أبشر أيها
الأمير فهذا شمر قتل الحسين عليه السلام قال فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وإنه ليجود بنفسه فوالله ما رأيت قط قتيلا مضمخا بدمه أحسن منه ولا أنور وجها ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيئته عن الفكرة في قتله فاستسقى في تلك الحال ماء فسمعت رجلا يقول والله لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها فسمعته يقول يا ويلك أنا لا أرد الحامية ولا أشرب من حميمها بل أرد على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسكن معه في داره في مقصد صدق عند مليك مقتدر وأشرب من ماء غير آسن
وأشكو إليه ما ارتكبتم منى وفعلتم بي قال:
فغضبوا بأجمعهم حتى كان الله لم يجعل في قلب واحد منهم من الرحمة شيئا فاجتزوا رأسه وإنه ليكلمهم فتعجبت من قلة رحمتهم وقلت والله لا أجامعكم على أمر أبدا.
قال ثم أقبلوا على سلب الحسين فأخذ قميصه
إسحاق بن حوية الحضرمي فلبسه فصار أبرص وامتعط
شعره.
وروى إنه وجد في قميصه مائة وبضع عشرة ما بين
رمية وطعنة سهم وضربة.
وقال الصادق عليه السلام وجد في الحسين عليه السلام ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة وأخذ سراويله بحر بن كعب التيمي (لع) فروى أنه صار زمنا مقعدا من رجليه وأخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي وقيل جابر ابن يزيد الأودي (لع) فاعتم بها فصار معتوها وأخذ نعليه الأسود بن خالد (لع) وأخذ خاتمة بجدل بن سليم الكلبي وقطع إصبعه عليه السلام مع الخاتم وهذا أخذه المختار فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتى هلك. وأخذ
قطيفة له عليه السلام كانت من خز قيس بن الأشعث وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد فلما قتل عمر وهبها المختار لأبي عمرة قاتله، وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأودي وقيل رجل من نبي تميم يقال له أسود بن حنظلة وفى رواية ابن أبي سعد إنه أخذ سيفه الفلافس النهشلي وزاد محمد بن زكريا إنه وقع بعد ذلك إلى بنت حبيب بن
بديل وهذا السيف المنهوب المشهور ليس بذي الفقار فإن ذلك كان مذخورا ومصونا مع أمثاله من ذخائر النبوة والإمامة وقد نقل الرواة تصديق ما قلناه وصورة ما حكيناه.
-------------------
المصدر / اللهوف في قتلى الطفوف
صفحة ٧٤ و ٧٥و ٧٦ و ٧٧