ركضة طويريج
ركضة طويريج هي ركضة أنشأها العلامة السيد صالح ابن الامام فقيه عصره السيد مهدي بن حسن بن احمد الحسيني الشهير بالقزويني.
من هو المؤسس؟
والمرزا صالح(ت:1304هـ) هو ثاني أنجال الامام السيد مهدي الحسيني القزويني وأحد اقطاب النهضة العلمية والادبية بالحلة في الشطر الأخير من القرن الثالث عشر الهجري. يرجع نسبه إلى محمد بن زيد الشهيد ابن الامام زين العابدين علي بن أبي عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليهم السلام). وأمه هي بنت العلامة الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء.
ولقب (المرزه) اقترن به وباخيه الأكبر السيد جعفر دون اخويهما. وأطلق هذا اللقب عليهما من قبل الحكومة العثمانية. فقد كانت الكتب تأتي اليهما حاملة اللقب المذكور. ومن هنا حصل وجه الشهرة به.
ولد السيد صالح بالحلة اوائل سنة 1257ه/1841م ونشأ بها فدرس بعض المقدمات فيها ثم عزم على النجف الاشرف حيث حضر على شيخ الطائفة الشيخ مرتضى الأنصاري في الفقه والاصول وأجيز بالاجتهاد من والده الفقيه السيد مهدي. وبعد وفاة ابيه سنة 1300/1883 تصدى للبحث والتدريس في بناية المقبرة العائدة لأسرته فكانت تكتظ ساحتها وتضيق غرفها بالطلاب والمشتغلين.
تاريخ الركضة ومنشؤها
إن السيد صالح القزويني من كبار علماء عصره. وهو اول من سكن طويريج وأول من عمر بها. كان بيت المرزا صالح في طويريج يحفل بجمهرة كبيرة من أهالي البلد وغيره في أيام محرم الحرام من كل عام مشاركة في إقامة المآتم بذكرى استشهاد الامام الحسين(عليه السلام). وفي اليوم العاشر كان المرزا صالح يمتطي صهوة جواده ويحاط بالأهالي ويركضون نحو ضريح الإمام الحسين(ع) في كل عاشوراء.
ولما توفي السيد صالح خلفه ولده العلامة السيد هادي القزويني (ت:1347ه/1928م) وكان من أعيان البلاد وامتاز بالهيبة والوقار. كما ان الملك فيصل الأول زاره وعرض عليه الاشتراك في الحكم كوزير الا انه اعتذر عن ذلك. وكان لهيمنته الأثر في ادامة الموكب واستمراريته.
وبعد وفاته استقام ولده العلامة السيد جواد (ت:1358ه/1939م) وكان من الفقهاء. ثم بعد وفاته خلفه أخوه العلامة السيد مهدي (ت:1366ه/1947م) ومن بعده السيد محمد ضياء بن السيد حسن بن المرزا صالح (ت:1973م) ومن بعده اخوه السيد رضا ومن بعده السيد محمد حسين نجل السيد هادي ثم السيد عبد العزيز القزويني ثم الشهيد السيد موسى بن السيد محيي القزويني وذلك حتى عام 1982م حيث اعتقل من قبل السلطة العراقية ولم يسلم جسده فيما بعد. وبعد سقوط النظام عاود الموكب نشاطه. والموكب هذا لا يركب فرسه الا من كان من سلالة السيد صالح القزويني مؤسس الموكب وهي سنة تسالم عليها العرف ولا ينكره أحد. وأما في رماننا الحاضر فالسيد ثامر القزويني من بعد عام 2003م وحتى الآن هو قائد العزاء.
ويشارك فيه الملايين من شتى انحاء العراق والزوار القاصدين له من خارج العراق
وهو أشهر المواكب الحسينية على الإطلاق إذ يمتاز بالركضة ولان غرضه التعبير عن الاستجابة لقول الامام الحسين (عليه السلام) وهو الا من ناصر ينصرني... فتخرج الملايين تعبيرا عن تلبيتها لندائه عليه السلام.
واريد التنبيه إذ انه تم نسبة هذه الركضة للسيد مهدي بحرالعلوم وليس ذلك بصواب إذ انه توفي عام 1212 هجري وطويريج كما ذكر الدكتور علي الوردي وغيره من المؤرخين تأسست عام 1270 هجري فنسبة التأسيس اليه ليست بحق على الإطلاق لوضوح الدليل عليه. فكيف يكون هو المؤسس والمدينة لم توجد الا بعد حوالي 60 عاما بعد وفاته....
وأريد الاشارة أيضا إلى ان بعض المتأخرين من المحققين ارادوا ان يخمنوا من هو المؤسس فجاؤوا بنظريات بعيدة عن الواقع، فلم يصيبوا بذلك، والحق واضح كما عرفت.
نبذة عن مسيرة الركضة
طويريج هو أحد ألأقضيه التابعة لمحافظة كربلاء ويبعد عن كربلاء 22 كيلو متراً . ولكون الركضه تبدأ من قنطرة السلام التي تقع على طريق طويريج فسميت الممارسه بركضة طويريج. والقنطره تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مركز المحافظة وتبدأ بعد أذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه ألأمام صريعاً على رمضاء كربلاء . وكأن هذه الحشود جاءت لنصرة الحسين عليه السلام ولكنها وصلت متأخره ولم تستطع الوصول قبل مصرع ألأمام . لذلك يلطمون على الرؤوس وينادون ياحسين ياحسين فينطلقوا من القنطره مروراً بشارع الجمهورية فشارع ألأمام الحسين ثم يدخلون إلى الضريح الشريف من باب القبله ويخرجون من الباب المقابل لمرقد ابي الفضل العباس فيجتازوا منطقة بين الحرمين إلى ضريح ابي الفضل العباس وعند خروجهم من الضريح تكون قد انتهت هذه الممارسه الحسينيه العظيمه . أن منظر هذا الجموع البشرية وهي تزحف نحو الضريح الشريف وصوتها الهادر بالنداء ياحسين ياحسين وهو يشق عنان السماء ويظهر المحبة والوجد لآل البيت عليهم السلام يجعل المرء يشعر بروحانية الموقف وعظمة المناسبة ويستحيل على ألأنسان ان يوقف زحف دموعه على وجنتيه فهي تنسكب مدراراً ولا أرادياً . والهفي عليك باأبا عبد الله وانت صريع بوادي كربلاء عطشانا وحيداً فريدا حيث انصارك واخوتك وبنيك قطعوا ارباً اربا وداست خيول الضلمه على صدرك الشريف وسلبوك حتى ردائك .. فلعنة الله عليهم وعلى من أمرَهم وعلى من خذلك وعلى من سمع بذلك فرضي به...
انتشار الركضة
لما كانت هذه الركضة توقع الأثر في النفوس وكانت تستقبل أكبر عدد من المعزين بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام انتشر اسمها وهيئتها حول العراق. فقد انتشرت في مدينة قم حيث تتم الركضة فيه من گلزار شهدا وحتى حرم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام. فيشارك فيها الجمع الغفير كل عام. وكذا في البحرين. فانها موجودة في الكثير من قراها ومدنها. وأشهرها نطاقا ومشاركة تلك التي تقام في المنامة. ولها انتشار في أماكن أخرى .