بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى. 
لو تُمعن النظر في كلام ابن تيمية بكثير من كتبه لوجدْتَ فيه كثيراً من التقلب في الآراء، بل تجده يثبت شيء وينفيه في نفس الكتاب أو في كتاب اخر.
ومن تلك الاقوال التي عُرف فيها بالتناقض في كلامه هو: القول بالتقية، حيث جاء ما هو نص كلامه: 
و ما كان كفراً من الأعمال الظاهرة؛ كالسجود للأوثان، وسب الرسول ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدّام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه، لم يكن ذلك كفراً وقد يُباح ذلك إذا كان بين مشركين يخافهم على نفسه فيوافقهم في الفعل الظاهر ويقصد بقلبه السجود لله. كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا على يديه ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى - ابن تيمية ج 14 ص 120.