ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭ ﻛﺮﺑﻼﺀ
ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﻢ :
ﻟﻢ ﺷﺨﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺑـ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﻭﺻﺮﺕ ﻫﺮﻡُ !
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
ﻓﻲ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻌﺠﺐُ
ﻓﺎﻷﺭﺽ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢُ
ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺻﺎﺭﺕ ﻟﻜﺮﺑﻼﺀ ﺍﻟﻀﻤﺎ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻣﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻌﺬﺏُ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﺣﺘﻤﺖ ﺑﺎﻟﺨﻴُﻢ
ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺍﺧﺬ ﺛﺄﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻧﺘﻘﻢُ
ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﻁ ﺻﺎﺭ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻻﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏُ
ﻭﺣﻀﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻏﻰ ﻳﺼﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﺘﺴﺐُ
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻼﻛﺎ ً ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻪ ﺍﻷٌﻡُ
ﻭﺃﻻﻡ ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﻡُ
ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻬﻢُ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻗﻄﻌﺎ ﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻢُ
ﻓﺄﻧﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏُ!
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﺻﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞُ
ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻛﺎﻟﻘﻤﻢُ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻭﺗﻮﻗﺾ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﻤﻢ
ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢٌ
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺗﺸﺮﻓﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻢٌ
ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻤﺎ ﺭﺍﺀﺕ ﺣﺴﻴﻨﺎ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺿﻮﺋﻬﺎ ﺃﻭﻗﻔﺖ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﻜﻔﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﻡ ُ
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞ ( ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ )ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﻟﺼﻨﻢُ
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻄﻐﻴﻴﺎﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢُ
ﻓﺘﻤﻨﻴﺖ ﻟﻲ ﺳﻴﻔﺎ ﺃﻗﺎﺗﻞ ﺑﻪ ﻭﺍﺭﺗﺠﺰ ﻭﺃﺗﻜﻠﻢُ
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺩﻣﺎً ﺃﻓﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺣﺴﻴﻨﺎً ﻭ ﺯﻳﻨﺒﺎ ًﻭ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻡُ
ﻭﺃﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻟﻜﺮﺑﻼﺀ ﺧﻄﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ
ﻓﻜﺮﺑﻼﺀ ﻟﻮﺣﺔ ﺧﻄﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺮﻳﺸﺔ ﺍﻷﻟﻢ