أولا: يدعي أحمد الكاتب جملة أمور تخص الفكر الشيعي وهي ما ادعاه من قبلُ أهل السنة والزيدية وغالبية المعتزلة واهمها:

دعواه: أن اهل البيت (عليهم السلام) لم يدَّعوا مقام الامامة الإلهية الخاصة بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، ولا ادَّعوا العصمة، ولا أخبروا بمغيبات، وان الحسن العسكري توفي وليس له ولد. وان النواب الأربعة ادَّعوا له الولد بعد موته (عليه السلام) كذبا كما ادعى من قبل هشام ونظراؤه العصمة والنص وادخلوها في التراث الشيعي كما ادخل اسلافهم من قبل الوصية ذات الاثر السياسي استجابة لعبد الله بن سبأ المزعوم.

ودعواه: ان غالبية الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري في القرن الثالث كانوا يشكون بوجود المهدي ما عدا شرذمة قليلة ممن تأثر بالنواب الاربعة.

اما منهجه فقد اتسم بالخصائص التالية:

1. الخلط بين المفاهيم من قبيل مفهوم الإمامة بمعناها الخاص الذي يستلزم النص والعصمة والتأييد الإلهي الخاص والحصر في عدد محدود من اسرة النبي (صلى الله عليه وآله)كما هو حالها في الامم السابقة وبين الامامة بمعنى منصب الحكم وتنفيذ الاحكام الذي يقتضي بطبيعته ان لا ينحصر بعدد محدود ولا يستلزم العصمة في شخص من يشغله ولا النص من السابق على اللاحق، واعتبر احمد الكاتب ان المسألة الأساسية التي ترتبط بأهل البيت (عليهم السلام) ورفع شعارها الشيعة في حوارهم التاريخي الطويل هي مسألة حقهم في الحكم، ومن هنا جاءت اشكالاته واشكالات غيره حول تحديد الائمة بعدد معين، وكيف يكون الجواد والهادي والمهدي (عليهم السلام) ائمة وهم دون العاشرة؟ او كيف تحصر الامامة باسرة معينة؟ وغير ذلك.

وكان عليه من الناحية المنهجية ان يبحث اولا هل يوجد معصومون بعد النبي (صلى الله عليه وآله)من اسرته لهم منزلة النبي في البيان والشهادة على الناس، فإذا ثبت ذلك اتضحت مسالة انحصار حق الحكم بهم في زمان حضورهم واتضح ايضا دور البيعة والشورى وان حالها معهم حالها مع النبي (صلى الله عليه وآله).

2. ظواهر اخرى من قبيل:

ظاهرة الخطأ الفاحش في فهم بعض الروايات وكلمات الاقدمين من علماء الشيعة.

وظاهرة الاشتباه الفاحش بالرواية العامية التي توجد في الكتاب الشيعي على انها رواية شيعية وقد اوردها المؤلف الشيعي كالسيد المرتضى رحمه الله في كتابه الشافي للرَّد عليها لا على انه يعتقد بها.

وظاهرة استغفال القارىء غير المطلع بايراد روايات تؤيد مطلبه دون الاشارة الى ما يعارضها من روايات اخرى.

وظاهرة بتر النص وايراد ما يؤيد مدعاه منه وغيرها مما سيجد امثلته في ردودنا هذه.

ثانيا: اعتمدتُ في ردودي المنهج التجزيئي المباشر المتمثل باقتطاع فقرات من كلماته تامة المعنى تعبر عن تمام رأيه في المسألة المعينة والتي تمثل في تقديرنا شبهة تثار امام التشيع وفهماً مغلوطاً للرواية أو لإراء علماء الشيعة. وعلقت عليها بما يتيسر بشكل مختصر لتيسيرها للقارئ غير المتخصص او القارئ الذي لا يجد الوقت الكافي لمراجعة مطولات الكتب وقد لا تتيسر له في مكان اقامته، ولم أتناول شخص الكاتب بشئ من التجريح وجريت على قاعدة احترام الشخص لا احترام رأيه الا بقدر ما فيه من الصواب والحق، فإن وفقت في هذه الردود والمنهج فبفضل من الله تعالى وان اخطأت فالخطأ بقصوري وتقصيري وأرجو من القارئ الكريم ان ينبهني لأتداركه في طبعة قادمة.

ثالثا: لما صدرت الحلقات بادر الكثير من الاساتذة والمحققين والمثقفين ممن قرأها بابداء وجهات نظرهم الايجابية شفاها ومكتوبة حول الردود فجزاهم الله تعالى خير الجزاء واخص بالذكر منهم آية الله العظمى السيد كاظم الحائري وآية الله العلاّمة المحقق السيد مرتضى العسكري وآية الله الشيخ مجتبى العراقي حيث ابدوا وجهة نظرهم مكتوبة. كما اشكر الاخوة الذين ساهموا مالياً لإخراج الطبعات السابقة من هذه الردود الى النور ولم يرغبوا بذكر اسمائهم، كما اشكر دار الصادقين الموقرة حين تصدت لإخراج الطبعة الثالثة للحلقات الأربع مجتمعة بهذه الحلة القشيبة.

اللهم اجعله خالصا لوجهك الكريم انك سميع مجيب.

حرره الاقل سامي البدري

بتاريخ 4 محرم سنة 1421 هجرية

في مدينة قم حرسها الله تعالى

بحوث الكتاب

تناولنا في هذه الحلقات الأربع الشبهات التي أثارها أحمد الكاتب حول المسائل الأساسية في إمامة اهل البيت (عليهم السلام) الإلهية ونظرية الحكم ولكنّها جاءت بشكل متفرق،وتسهيلاً للقارئ قدمنا له في هذه الطبعة أمرين:

الأول: بحثاً تمهيدياً حول (الإمامة الإلهية ونظرية الحكم) استعرضنا فيه المسائل والآراء بشكل افقي ولم نهتم بترجيح بعض الآراء على غيرها وذلك لأنّ الهدف من البحث هو توضيح الخلط واللبس الذي وقع فيه الكثير ومنهم /احمد الكاتب/ بخصوص المسألة الجوهرية في الخلاف بين السنة والشيعة حول اهل البيت (عليهم السلام)، هذا الخلط ادى بهم إلى اعتبار مفاهيم (العصمة) و(النص) و(الاثني عشرية) و(أهل البيت) (وغيبة الامام وظهوره) ترتبط عند الشيعة بنظرية الحكم، والحال أنها مفاهيم ترتبط عندهم بالإمامة الإلهية لأهل البيت (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وليس بنظرية الحكم، في ضوء هذا الخلط حاول أحمد الكاتب ان يفهم من طرف واحد ويقول: (ان الشيعة في إيران تخلوا عملياً عن النظرية الإمامية حيث أجازوا إقامة الدولة الإسلامية بدون اشتراط العصمة أو النص او السلالة العلوية الحسينية في الإمام المعاصر...)، ويقول: (وكان من الأجدر بعد إعادة النظر في أساس الفكر الإمامي والتخلي عن شروط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية في الإمام ان يعاد النظر في الفرضية المهدوية التي تفرعت عن نظرية الإمامة الإلهية وحتمية وجود الإمام المعصوم المعين من قبل الله).

الثاني: فهرساً موضوعياً بالقضايا المبحوثة في الحلقات الأربع حيث جاء بعضها في الموضع الواحد متفرقاً هنا وهناك في هذه الحلقة او تلك، وبشكل عام فقد تناولنا في الحلقات الأربع: الشبهات التي أثارها أحمد الكاتب حول النص على علي (عليه السلام)

ودلالة حديث الغدير على امامته الالهية وكذلك الشبهات التي أثارها حول النص على بقية الأئمة وعلى فكرة الاثني عشرية وولادة المهدي وغيبته وظهوره ودور البيعة مع المنصوص عليه أو مع الفقيه في عصر الغيبة.

بحث تمهيدي حول إمامة أهل البيت (عليهم السلام) ونظام الحكم

الإمامة الإلهية لأهل البيت (عليهم السلام)

نظرية الحكم مصطلح الإمام في الفكر الشيعي

الخلاصة

الإمامة الإلهية لأهل البيت (عليهم السلام)

تصور خاطئ:

هناك تصور خاطئ سائد لدى الكثير من الكتاب والمفكرين حول مفاهيم (العصمة) و(النص) و(اهل البيت) و(الاثني عشرية) و(غيبة المهدي وانتظار ظهوره) المتداولة في الفكر الشيعي بتقدير انها مفاهيم وافكار ترتبط بنظرية الحكم والنظرية السياسية، والحال ان هذه المفاهيم والافكار لا ترتبط بنظرية الحكم في الفكر الشيعي الا بمقدار ارتباط مفهوم النبوة والرسالة بنظرية الحكم في الفكر السني.

فكما ان ارتباط مفهوم النبوة والرسالة بالحكم في الفكر السني قائم على فكرة مواصلة بيان الرسالة ومفاهيمها الجزئية التي ترتبط بالحكم بشكل عملي لاعطاء تجربة معصومة يقتدى بها في هذه الامور وليس قائما على اساس ان هذا المقام لا يجوز الا للنبي او الرسول، كذلك ارتباط الحكم باهل البيت الاثني عشر (عليهم السلام) في الفكر الشيعي فهو قائم على اساس مواصلة التجربة المعصومة التي مارسها النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل هؤلاء الاثني عشر لتعميقها وتوضيح تفاصيلها في الاحوال المختلفة التي تمر على الامة، وليس لبيان ان موقع الحكم لا يجوز الا لهؤلاء الاثني عشر فاذا غاب الامام الثاني عشر يتعطل النظام السياسي.

وفي هذا السياق يأتي الدور الايحابي لغيبة المعصوم فان من ابرز حكم الغيبة واسرارها الواضحة هي اتاحة الفرصة للامة التي حملت تراث الائمة المعصومين ان تمارس مسؤولياتها الفكرية والعلمية والسياسية على اساس فهمها البشري غير المعصوم للقرآن والتراث الفكري الذي خلفته التجربة المعصومة للنبي والائمة، وتأتي ايضاً فكرة عودة المعصوم الغائب في آخر الدنيا وظهوره مرة ثانية على المسرح الاجتماعي والسياسي لتقييم التجارب السابقة للمسيرة غير المعصومة والكشف عن مستوى تمثيلها وصدق تعبيرها وأمانتها من ناحية، ومن ناحية اخرى لتحقيق الوعد الالهي المذكور في قوله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ)الأنبياء/105 ويتمثل هذا الوعد بحياة حرة سعيدة في ظل النظام الالهي على الارض كلها حيث تستأصل كل عوامل الاختلاف والانحراف المؤدية الى الشر والفساد.

وتفصيل ذلك فيما يلي:

ثلاث طبقات من العلماء بشريعة الله في الكتب السابقة:

قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ الله وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِك هُمْ الْكَافِرُونَ) /المائدة /44 وضحت لنا الآية الكريمة قاعدة دستورية ثابتة تتعلقبالحكم مفادها: ان من شروط الحاكم بقانون الله وشريعته ان يكون عالما به مستقيما عليه، ثم ذكرت ثلاث طبقات من العلماء بقانون الله وشريعته وهم النبيون والربانيون والاحبار. وسكتت الاية عن بيان كيفية ممارسة الحكم من قبل هؤلاء، وهنا لا بد لنا من الرجوع الى السنة بوصفها المبينة للاحكام المجملة، شأننا في ذلك شأننا مع الصلاة والزكاة حين بيَّن القرآن حكمها العام وترك بيان التفاصيل الى السنة وهو معنى قوله تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْك الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/44.

النبيون: هم الذين يكون علمهم عن طريق الله تعالى مباشرة بلا توسط الملك وقد يضاف الى ذلك توسط الملك ولا يُعرَفون الا بالمعجزة او بالنص او بكليهما.

الربانيون: هم المطهرون المعصومون من العلماء ويكون علمهم بالدراسة الخاصة على يد النبي او الرباني ويضاف اليه الالهام بواسطة الملك ولا يُعرَفون الا بالنص او بالنص والمعجزة.

والرباني منزلته دون النبي وفوق الحبر وقد بين القرآن عددا من أفراد الربانينكالاسباط من ذرية يوسف المشار اليهم في قوله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِالله وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِىَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَد مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)البقرة/136.وطالوت والاسباط من ذرية هارون وهم آل هارون المشار اليهم في قوله تعالى:واثبتها لآل هارون وطالوت (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْك عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْك مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ الله اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَالله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَك آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِك لَ آيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) البقرة/247-248.

وقد اثبتها القرآن ايضا لمريم ونص انها محدَّثة من قبل الملائكة باذن الله تعالى (وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفَاك وَطَهَّرَك وَاصْطَفَاك عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ. يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّك وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) آل عمران/42-43.

وأثبت القرآن ايضا ان هذا الصنف من العلماء المطهرين يؤيدهم الله تعالى بما أيد به انبياءه من ظهور معجزات على ايدهم يظهرونها عند الحاجة اليها (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيك بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِك وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيك بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْك طَرْفُك فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِىٌّ كَرِيمٌ (40)) النمل، والشخصالذي كان عنده علم من الكتاب هو آصف بن برخيا وكان وارث سليمان ووصيه ولم يكن نبياً.

الاحبار: وهم حملة الكتاب الالهي من اتباع النبيين والربانيين ورواة احاديثهم الفقهاء الذين يكون علمهم عن طريق التلقي والدراسة فقط ويُعرَفون علميا من خلال نتاجهم العلمي، ويُعرَف استحفاظهم واستقامتهم من خلال سيرتهم العملية فمنهمالمضيع لكتاب الله ومنهم الحافظ لها الامين عليها. (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ) المائدة/66

(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى الله إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) الأعراف/169

أخطر مسألة بعد النبي (صلى الله عليه وآله):

ان اهم وأخطر مسألة خلافية بين المسلمين على الاطلاق هي التي ترتبط بجواب السؤال التالي وهو: هل ان العلماء بالقرآن والسنة في امة خاتم الانبياء منذ البعثة والى قيام الساعة هم صنفان النبي الطاهر المطهر والفقهاء غير المطهرين غير المعصومينالمشار اليهم في قوله تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة/122،أم يوجد صنف ثالث وهم العلماء المطهرون نص النبي عليهم وعلى عددهم وعرَّف بهم كما نص موسى مثلا على آل هارون وعرَّف بهم وكما نص زكريا على مريم وعرَّف بها؟