ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﺭﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ ﻃﺎﻋﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻧﻬﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺗﻘﺎﺳﻴﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺎﺟﺮ ﺟﻮﺍﻝ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺴﻘﺎﻳﺔ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺘﻪ ﻟﺒﻴﻊ ﺑﻀﺎﺋﻌﻪ. .
.
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺷﺎﺏ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻴﻒ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ .
.
ﺭﺩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺆﺍﻝ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻴﺖ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﺮﻳﺮﻳﻦ ﻭﺃﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻃﻴﻘﻬﻢ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺭﺣﻠﺖ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻓﺴﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﺷﺮﺍﺭ ﻭﺃﻧﺎﻧﻴﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭ، ﺍﻛﺘﺄﺏ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ. .
.
.
ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺷﺎﺏ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺍﻧﺤﻨﻰ ﺟﻨﺒﻪ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻴﻒ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ ﺭﺩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺆﺍﻝ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻴﺖ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻟﻄﻔﺎﺀ ﻭﻛﺮﻣﺎﺀ ﻟﻘﺪ ﺗﻘﻄﻊ ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻗﻬﻢ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﻓﺴﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻟﻄﻒ ﻭﺃﻛﺮﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭ، ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﺑﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻛﺄﻥ ﺣﻤﻼً ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ. .
.
.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻘﻲ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﺍﺷﺘﺎﻁ ﻏﻀﺒﺎً ﻭﻫﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﻣﺎ ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺠﻮﺍﺑﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎً؟ ﺭﺩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ : .
.
ﻣﻦ ﻳﻔﺘﺢ ﻗﻠﺒﻪ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻞّ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ !