أدله على فضل شيعة أمير المؤمنين (ع) من كتب أهل السنه و الجماعه
من هم الشيعه و هل كانوا موجودين في بداية الإسلام ؟
أن كلمة : " الشيعة " بمعنى: الإتّباع
قال " الفيروز آبادي " في (القاموس) في كلمة " شاع ":... وشيعة الرجل : أتباعه وأنصاره ، والفرقة على حدة ، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث ، وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته ، حتى صار اسما لهم خاصا ، جمعه : أشياع وشيع
فهذا هو معنى كلمة: " الشيعة "
أما الإشتباه الموجود عند أبناء العامه و الذي صدر تعمدا منهم أو سهوا ، أو لعدم اطلاعهم على التفاسير والأحاديث الشريفة ، أو لأنهم تأثروا بكلام و تقوّلات أسلافهم ، وقبلوه من غير تحقق و تثبّت وكرروه بقولهم : إن كلمة " الشيعة " وإطلاقها على أتباع علي بن أبي طالب ومواليه، حدث في عهد عثمان وخلافته، وابتدعه عبدالله بن سبأ اليهودي !
والحال أن هذا الكلام خلاف الواقع والحقيقة ، فإن كلمة " الشيعة " اصطلاح يطلق على أتباع علي بن أبي طالب وأنصاره منذ عهد النبي (ص) وإن واضع هذه الكلمة والذي جعلها علما عليهم هو رسول الله (ص) ، وهو كما قال الله عز وجل فيه : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )
وقد قال (ص): " شيعة علي هم الفائزون " وروى علماء أهل السنه و الجماعه هذا الحديث وأمثاله في كتبهم وتفاسيرهم
روى الحافظ أبو نعيم في كتابه " حلية الأولياء " بسنده عن ابن عباس، قال: لما نزلت الآية الشريفة :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . سورة البينه الآيه 7 ) خاطب رسول الله (ص) علي بن أبي طالب وقال: يا علي ! هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
ورواه أبو مؤيد ، موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل 17 من كتاب المناقب في كتاب تذكرة خواص الأمة وسبط ابن الجوزي بحذف الآية.
وروى الحاكم عبيد الله الحسكاني ، وهو من أعاظم مفسري أبناء العامه ، في كتابه (شواهد التنزيل) عن الحاكم أبي عبدالله الحافظ ، بسند مرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري ، قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : حدثني رسول الله (ص) وأنا مسنده إلى صدري، فقال: (أي علي) ألم تسمع قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . سورة البينه الآيه 7 ) ؟
هم أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا جثت الأمم للحساب ، تدعون غرا محجلين .
وردت هنا في الروايه السابقه و الضمير عائد للإمام علي (ع) و شيعته ( و موعدي و موعدكم الحوض ) و هنا إشاره مختصره أرجع القراء بها إلى البحث عن رواية الحوض التي وردة في أمهات كتب أهل السنه و الجماعه ( البخاري و غيره ) الذين نقلوا خبر الحوض و الإشاره إلى أن هناك الكثير من الصحابه لن يحضروا ذالك الموعد مع النبي (ص) بسبب مخالفتهم للنبي (ص) بعد موته و أكتفي بهذه الإشاره عن خبر الحوض لنعود إلى نقطة البحث و عدم الخروج عنها
وروى أبو المؤيد الموفق أحمد الخوارزمي في مناقبه في الفصل التاسع عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنا عند النبي (ص) فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال (ص) : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم إنه أولكم إيمانا ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية.
قال: ونزلت : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . سورة البينه الآيه 7 ) إلى آخره.
قال: وكان أصحاب محمد (ص) إذا أقبل علي عليه السلام قالوا : قد جاء خير البرية.
وروى جلال الدين السيوطي و هو من أشهر علماء العامه ، حتى قالوا فيه: بأنه مجدد طريقة السنة والجماعة في القرن التاسع الهجري ، كما في كتاب ( فتح المقال )
روى في تفسيره (الدر المنثور) عن ابن عساكر الدمشقي، أنه روى عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنه قال : كنا عند رسول الله (ص) إذ دخل على علي بن أبي طالب (ع) ، فقال النبي (ص) : والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامه ، فنزل : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . سورة البينه الآيه 7 )
وكذلك، جاء في " الدر المنثور " في تفسير الآية الكريمة، عن ابن عدي، عن ابن عباس، أنه روي: لما نزلت الآية المذكورة قال النبي (ص) لعلي : تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.
وروى ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة صفحة 122 عن ابن عباس، قال: لما نزلت الآية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . سورة البينه الآيه 7 ) قال النبي (ص) لعلي : هو أنت وشيعتك ، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين ، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين.
ورواه ابن حجر في الصواعق باب 11 عن الحافظ جمال الدين، محمد بن يوسف الزرندي المدني ، وزاد فيه : فقال علي (ع) : من عدوي ؟ قال (ص) : من تبرأ منك ولعنك
ورواه العلامة السمهودي في " جواهر العقدين " عن الحافظ جمال الدين الزرندي أيضا.
وروى المير سيد علي الهمداني الشافعي وهو من كبار علماء أهل السنه و الجماعه في كتابه " مودة القربى " عن أم سلمة أم المؤمنين وزوجة النبي الكريم (ص) أنها قالت : قال رسول الله (ص) : يا علي ، أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وشيعتك في الجنة
ورواه عنها ابن حجر في الصواعق أيضا.
وروى الحافظ ابن المغازلي الشافعي الواسطي في كتابه " مناقب علي بن أبي طالب (ع)) " بسنده عن جابر بن عبدالله، قال: لما قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبي (ص) : يا علي، لولا أن تقول طائفة من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك ، يستشفون بهما ، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت تبرئ ذمتي وتستر عورتي ، وتقاتل على سنتي ، وأنت غدا في الآخرة أقرب الخلق مني ، وأنت على الحوض خليفتي ، وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي ، أشفع لهم ، ويكونون في الجنة جيراني ، وإن حربك حربي ، وسلمك سلمي
و في كتاب " مودة القربى " إضافة إلى ما نقلناه ، حديث آخر في الموضوع هو:
روي أن رسول الله (ص) قال : يا علي ، ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين
إن هذا بعض الدلائل المحكمة والمؤيدة بكلام الله سبحانه وتعالى وبالأخبار المعتبرة والمقبولة عند أبناء العامه و مدون في كتبهم ، ولو نقلنا كل الأدله لطال الكلام ، ولكن في ما ذكرنا كفاية لمبتغي الحق إن شاء الله
وأرجو بعد هذا أن لا يقوم أحد من الحاقدين على مذهب أهل البيت (ع) بتكرار الكلام الفارغ الوهمي الواهي ، بأن مؤسس مذهب الشيعة عبدالله بن سبأ اليهودي
فقد اندفع هذا التهام وارتفع الإيهام ، بالقرآن الحكيم وحديث النبي العظيم (ص) ، ولقد تبين أن فكرة الحاقدين على أهل البيت (ع) و شيعتهم ، إن هو إلا أباطيل الخوارج وأكاذيب النواصب من بني أمية وغيرهم.
ومع الأسف... أن العلماء الغير عاملين قد دسوا السم في عقول عامة الناس ، وألبسوا عليهم الحق والحقيقة
والآن تبين أن الشيعة محمديون ، وإن إطلاق اسم: " الشيعة " على من تولى عليا وأحبه ونصره إنما بدا من نبي الإسلام وهادي الأنام محمد (ص) ، وقد صرح به كرارا بين أصحابه حتى صار علما لموالي عليا (ع) وأنصاره ، كما قرأتم الروايات والأخبار التي نقلتها لكم
وجاء في كتاب " الزينة " لأبي حاتم الرازي، وهو من أبناء العامه أنه قال : إن أول اسم وضع في الإسلام علما لجماعة على عهد رسول الله (ص) كان اسم " الشيعة " وقد اشتهر أربعة من الصحابة بهذا الاسم في حياة النبي الأكرم (ص) وهم:
1ـ أبو ذر الغفاري 2ـ سلمان الفارسي 3ـ المقداد بن الأسود الكندي 4ـ عمار بن ياسر.
فأدعوا الأحرار من أهل السنه و الجماعه و أقول لهم لتتفكروااااا
يروي علمائكم عن النبي (ص) أنه قال: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " وقد كتب أبو الفداء في تاريخه ـ وهو من مؤرخيكم ـ: أن هؤلاء الأربعة (1ـ أبو ذر الغفاري 2ـ سلمان الفارسي 3ـ المقداد بن الأسود الكندي 4ـ عمار بن ياسر ) امتنعوا من البيعه لأبي بكر يوم السقيفة ، وتبعوا علي بن أبي طالب (ص) ، فلماذا لا تجعلوا عملهم حجة ؟! مع ما نجد في كتبكم أن هؤلاء كانوا من المقربين والمحبوبين عند النبي (ص) ، لكن نحن تبعناهم واقتدينا بهم وصرنا شيعة علي (ع) ، فنحن مهتدون بحديث رسول الله (ص) الواصل عن طريقكم : بأيهم اقتديتم اهتديتم.
ولكي نعرف جاه ومقام هؤلاء الأربعة عند الله تعالى وعند رسوله (ص) ، أنقل لكم بعض الأخبار المروية عن طرقكم في حقهم :
1ـ روى الحافظ أبو نعيم في المجلد الأول من حلية الأولياء ص 172 وابن حجر المكي في كتابه الصواعق المحرقة في الحديث الخامس من الأحاديث الأربعين التي نقلها في فضائل علي بن أبي طالب (ع) قال: عن الترمذي والحاكم
عن بريدة: أن رسول الله (ص) قال: إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم ، فقيل من هم ؟ قال (ص): علي بن أبي طالب ، وأبو ذر والمقداد وسلمان
2ـ نقل ابن حجر أيضا الحديث 39 عن الترمذي والحاكم عن أنس بن مالك، أن النبي (ص) قال : الجنة تشتاق إلى ثلاثة : علي وعمار وسلمان
فكيف أن هؤلاء الأربعة الذين هم من خواص أصحاب النبي (ص) وقد أحبهم الله ورسوله ، ومن أهل الجنة ، خالفتموهم ولم يكن عملهم حجة عندكم؟!
أليس من المؤسف أن تحصروا أصحاب النبي (ص) في الذين دبروا فتنة السقيفة وانخرطوا في تلك اللعبة الجاهلية ، وقبلتم منتخب المتآمرين وتركتوا حجة رب الله ؟!
وأما بقية الصحابة الأخيار، الذين خالفوا ذلك التيار، ورفضوا ذلك القرار، إذ وجدوه جائرا مخالفا لنص الواحد القهار، فساروا على الخط الذي رسمه النبي المختار (ص) لسعادة المؤمنين الأحرار الأبرار بولايه الإمام علي (ع) لم تعتبروهم ولم تقتدوا بهم ؟
الحمد و الشكر لله وحده وحده وحده