الإسم الكامل: م. عبدالجليل الرفاعي
الدولة: اليمن
المذهب السابق: وهابي
المساهمة:

الرحلة الشاقة
من خط الوهابية
إلى
خط الإثني عشرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين أما بعد:
أحمد الله تعالى أن جعلني من المستبصرين الذين لحقوا بركب الثقلين وانضموا إلى موكب أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام,المذهب الحق المبين, الحمد لله الذي أرشدني إلى سفينة النجاة بعد معركةٍ طويلةٍ بيني وبين نفسي, بعد رحلة شاقة تحيرتُ فيها كثيراً وتردّدت فيها طويلاً ولبثتُ ملياً أراجعُ حساباتي وأصارع معتقداتي متنقلاً من الوهابية إلى الصوفية غير أنني لم أجد بغيتي التي أنشدها مما جعلني أستمر في البحث عن ضالتي ومما شدني لذلك أنني قرأتُ حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول فيه" وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" فتبين لي أنه لا بد وأن تتميز هذه الفرقة الناجية بميزات خاصة قل أن تُوجد في غيرها من الفرق, وهذه الفرقة هي التي أبحث عنها ( ولقد أكتشفتُ فيما بعد أن هذه الفرقة هي الشيعة الإمامية الإثني عشرية ) ولم يجد اليأس إلى نفسي سبيلاً حتى هداني الله عزَّ وجل إلى هذه الفرقة لألتحق بالمذهب الحق فسلكتُ الصراط المستقيم صراط محمدٍ وعليّ وفاطمة والحسنين وبقية الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام وإنه لشرف عظيم أن أعرف إمام زماني حتى لا أموت ميتة ً جاهلية ً كما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة ً جاهلية ".

بعدما تغلبتُ على كل الشبهات التي طرحها في عقلي الفكر الوهابي ضد مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية ووجدتُ الجواب المناسب الذي يرد على كل شبهة لم يكن مني إلا الإذعان إلى الحق, فالحق أحق أن يُتبعْ وماذا بعد الحق إلا الضلال,لقد كان لفظ "الشيعة" لا يستسيغه سمعي جرَّاء ما خالطه من أكاذيب وافتراءات ضد الشيعة لا ينبغي أن تصدر من مسلم ضد آخر فلقد كان الوهابيون يُكفرون الشيعة كما هو ديدنهم في تكفير بقية الفرق الإسلامية التي تختلف معهم في بعض أفكارهم ومعتقداتهم كالصوفية مثلاً رغم أنها من مذاهب من يُسمون أنفسهم أهل السنة الأمر الذي جعلني أتراجع قليلاً وأتساءل لماذا هذه الهجمة الشرسة ضد المسلمين؟ هل يُعقل أن يكفر المسلم أخاه إن خالفه في بعض أفكاره؟ ولماذا لاتتآزر الصفوف لمواجهة العدو الحقيقي لاسيما وأنه لا يفرق بين شيعي أوسني أو وهابي؟ لماذا لا نعرف حجج غيرنا وأدلتهم ؟ثم لماذا لا نقبل الرأي الآخر وخصوصاً إذا جاءنا ببراهين مقنعة؟ لهذا بدأت أستخدم عقلي قليلاً وأسأل نفسي لماذا يقول لنا الوهابيون لا تقرؤا كتب الشيعة وخصوصاً أننا في مجتمع لم يكن فيه للشيعة الإثني عشرية وجود وبالتالي فلا خطر عليهم من كتب الشيعة لأننا على الأقل لن نجد من سيشرح هذه الكتب شرحا صحيحاً بل الأمر أكثر من ذلك فإننا لن نجد بتاتاً أي كتبٍ للشيعة في بلادنا.

كل هذه التساؤلات جعلتني أتخلى عن أفكاري الوهابية شيئاً فشيئاَ غير أنني لم أكن أعرف بعد حقيقة الشيعة الإمامية الإثني عشرية فلذلك تراجعتُ من الخط الوهابي إلى الخط الصوفي وبدأتُ أهتم بالمدائح والقصائد النبوية وأنمّي الجانب الروحي من خلال الرباط الصوفي قي الطريقة الشاذلية وخصوصاً أنني من أسرة ٍعُرفت قديماً بالتصوف ولها طريقة خاصة من الطرق الصوفية وهي الطريقة الرفاعية نسبةً إلى سيدي أحمد الرفاعي وإن كانت هذه الطريقة لا تُمارس في اليمن غير أنني وجدتُ بعض مشائخ هذه الطريقة خلال دراستي في العراق واجتمعتُ معهم أكثر من مرة ومع كل هذا لم أكن لأقتنع بما وصلتُ إليه رغم أنه كان بالنسبة لي أفضل من الوهابية بكثير, لقد بدأت أشتري كتباً صوفية وبالأخص لسيدي أحمد الرفاعي الذي أنتمي إليه نسَباً فاشتريتُ كتاب الحكَم الرفاعية وكتاب البرهان المؤيد وكتاب حالة أهل الحقيقة مع الله وبدأت أقرأ بل وأحفظ كتب الموالد النبوية كمولد البرزنجي ومولد الدرديري وهكذا أصبحت من المتصوفين وكنت أجهل تماماً مذهب أهل البيت عليهم السلام بل وأزعمُ كالكثير ممن يُسمون أنفسهم أهل السنة أن الذين يدَّعون انتماءهم إلى مذهب أهل البيت قد كذبوا على أهل البيت وإن كنتُ آنذاك لا أعرف من هم أئمة أهل البيت ولقد خجلتُ ذات مرة وأنا أتحدث مع أحد الإخوة الشيعة في كلية الهندسة بجامعة المستنصرية في بغداد إذ كان يحدثني عن يوم الغدير وعن ولاية الإمام علي عليه الصلاة والسلام وأنا لا أدري ماهو يوم الغدير بالرغم من أنني كنت مثقفاً وخطيبا ًفي مسجد القرية التي أقيم فيها وأحياناً بعض مساجد القرى المجاورة لقريتي في وطني اليمن غير أن ثقافتي كانت لاتزال وهابية ً فحسب فلقد أُشيع بيننا أن يوم الغدير هو يوم يجتمع فيه الشيعة رجالاً ونساءً ويصنعون المنكرات فيطفؤن الأنوار ويأخذ كل رجل من يلقى أمامه من النساء لا على التعيين ويمارس معها الجنس (أستغفر الله من كل تلك الإفتراءات), هذا ماكنت أسمعه عن الشيعة أما لماذا يجتمعون وما مناسبة هذا اليوم؟ هذا مالم أكن أجد له جوابا ً عند الوهابية إذ يُمنع النقاش في مثل هذه المسائل لهذا فوجئت عند ما ذكر لي زميلي في الدراسة حديث الغدير "من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه" ولم أتورع في قولي له هذا الحديث كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففاجأني قائلاً هذا الحديث موجود عندكم في صحاحكم وكانت صدمةً كبيرةً بالنسبة لي كيف أنني لم أسمع بهذا الحديث في مجتمعاتنا,لكنني أخذتني العزة بالإثم فقلت لزميلي حتى وإن كان موجوداً فهذا لايعني شيئاً ولاخصوصية للإمام علي عليه الصلاة والسلام(سابقا كنت أقول عند ذكر الإمام علي كرم الله وجهه) لأنني كنت أعتقد أن الخلفاء الذين سبقوا الإمام علي هم أفضل منه, وبدأت أتهرب من النقاش في مثل هذه الأمور لأحافظ على مذهبي كما هي عادة الكثير من المتمذهبين بمذاهب من يسمون أنفسه أهل السنة أو المذهب الوهابي.

أني لا أنكر أنني لم أكن أعرف من أسماء الأئمة إلا علياً والحسن والحسين وزين العابدين(علي بن الحسين), لقد كنت وأنا في بداية مرحلة الدراسة الجامعيةلاأعرف من هو الباقر ومن هو الصادق ومن هو الكاظم ناهيك عن الرضا والجواد والهادي والعسكري بل أكثر من ذلك لقد كنت أظن أن كل هؤلاء من علماء العراق المعاصرين لاسيما وأنا أجد أن بعض الزملاء في الجامعة يحملون نفس هذه الأسماء,بل لقد كنت أظن أن كل هؤلاء أسماءً وهمية يختلقها الشيعة الإثناعشرية,أما الحديث عن الإمام الحجة المهدي المنتظر(عجل الله فرجه) فقد كنت أنكر الإمام تماماً ولا أصدق أن هناك إماماً سيظهر في آخر الزمان"أستغفر الله من كل ما بَدَر مني تجاه مولاي الإمام" ولكن لم يكن ذنبي فلقد نشأت في بيئة لا تعرف عن الثقافة الشيعية شيئاً غير الكذب والإفتراء على كل من والى أمير المؤمنين علياً عليه الصلاة والسلام.

لقد كان شائعاً في مجتمعي الذي أعيش فيه أن الشيعة تقول بأن الوحي أخطأ وأنَّ النبوة كانت لعلي عليه الصلاة والسلام, أضف إلى ذلك أن الشيعة يقولون بتحريف القرآن الكريم وأنهم يسبون الصحابة بل كان شائعاً عندنا أن الشيعة تتهم السيدة عائشة بالزنا وأن الشيعة يحللون ماحرم الله تعالى كتحليل المتعة هذا كل ما كنا نعرف عن الشيعة الإمامية الإثني عشرية ولأنني عشتُ في مجتمع سني (حسب الإدعاء) يتمذهب كبار أسرتي بالمذهب الشافعي وكنا نعتبر الإمام الشافعي من أهل البيت, كنت أعتبر المذهب الشافعي هو مذهب أهل البيت أما المذهب الإثني عشري فما كنت أعتبره مذهبا لأهل البيت بتاتاً وهذا يرجع إلى جهلي آنذاك بأهل البيت الطاهرين فلم أكن أعرف أن أهل البيت المخصوصين بآية التطهير هم أهل الكساء بل كنت أعتبرأن من يصل نسبه إلى الإمام الحسن أو الإمام الحسين هو من أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير ولهذا السبب لما تراجعت عن الوهابية إنتقلت إلى الصوفية لكنني سرعان ما اكتشفت أن الصوفية ليست ما أبحث عنه, ولكنني كابرتُ وفضلت البقاء على صوفيتي لاسيما وأنَّ التشيع سيخلقُ لي الكثير من المشاكل, فكيف سأقنع أسرتي بهذا التحول العقائدي وكيف سأواجه مجتمعي بأفكاري الشيعية طالما وأنني لم أتزود بما فيه الكفاية حتى أرد على كل شبهة يطرحها الوهابيون ضدي فلست بالذي يرضى أن يقف مكتوف اليدين لاسيما وأنا أعلم علم اليقين أنني سأواجه من الوهابيين حرباً شعواء ضد تشيعي فقد سبق وأن شنوا حرباً ضدي عندما تصوفت وإن كنت مازلت في إطار المذاهب السنية المزعومة.

كل هذا جعلني أقتنع بالتشيع فكرة وأتراجع عنها ممارسة ولطالما كنت أناجي الله تعالى وأسأله أن يريني الحق حقاً ويرزقني إتباعه ويريني الباطل باطلاً ويرزقني إجتنابه, لقد كنت بين الحين والآخر أفكر أن أظهر تشيعي للملأ ثم أتراجع حتى لا أفقد ما بنيته في مجتمعي طوال سنين وهكذا لبثت أصارع ذاتي ولا أصل إلى نتيجة ثم قررت أن أبحث عن الأدلة بنفسي في كتب الشيعة وفي كتب السنة, قررت أن أستمع إلى كبار علماء الشيعة المعاصرين كالمرحوم الدكتور أحمد الوائلي الذي لا أنكر أنني كنت أتأثر بمحاضراته كثيراً وأنا مازلت وهابياً, والمرحوم السيد محمد رضا الشيرازي,والدكتور فاضل المالكي وغيرهم حتى كونت مكتبة ً ضخمة ً من الكتب والمحاضرات عن كل موضوع ترد علي فيه شبهة ٌ وهابية ولقد فوجئتُ أن هؤلاء العلماء يثبتون مذهبهم من كتب السنة, لقد أثبتوا حديث الكساء وحديث الثقلين وحديث الأئمة الإثني عشر وأحاديث ظهور الإمام المهدي (عج الله فرجه) من صحاح أهل السنة وسننهم وأعجبتني العبارة القائلة عندهم"إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع,وإن مذهبا ً يُحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يُتجنب عنه".
فتيقنت تماما ً أن مذهب أهل البيت هو المذهب الحق لأنهم قرناء القرآن والثقل الثاني الذي تركه فينا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته فلامرجعية بعد القرآن والسنة الصحيحة إلا آل البيت فهم صفوة مختارة لايقاس بهم غيرهم, ولقد تأكدت من أن شيعة أهل البيت هم أهل السنة الحقيقين الذين لم يخالفوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما خالفه غيرهم ممن يطلقون على أنفسهم أهل السنة, فشيعة أهل البيت هم المتمسكون بالقرآن والسنة وآل البيت عليهم السلام ولست أنكر أن الفضل في ما وصلت إليه يرجع إلى الله ثم إلى مواقع الشيعة على الإنترنت والتي حمَّلت منها مئات الكتب والمحاضرات, كما أن لقنواتهم الفضائية كقناة الأنوار وقناة الكوثر فضلاً كبيراً في إيصال الحقيقة إلى كل متلهف لمعرفة الحق ولا أنكر أنني كنت في البداية أشاهد هذه القنوات من باب السخرية والإستهزاء بما يطرحونه من موضوعات كغيري من الوهابيين ولكن الله هداني بعد ذلك إلى الحق حتى صرت لا أرتاح إلا لمشاهدة هذه القنوات.

أما مواقع الشيعة فلقد طرقتها باحثاً عن الحق ومن ثمَّ فلقد قرأت كتبهم واستمعت إلى كبار علمائهم في دحض كل الشبهات التي علقت بفكري من أيام الوهابية, لقد وجدت الجواب الشافي في أدلة الإمامية على عصمة الأئمة عليهم أفضل الصلاة السلام كونهم الثقل الأصغر بعد القرآن والله ورسوله يأمران بطاعتهم فعرفت أنه لا يُقرن مع المعصوم "الكتاب المبين" إلا معصوم"العترة الطاهرة" وهذه من المسائل التي كانت تمثل عندي عقبة كؤودة بيني وبين التشيع لاسيما أنني كنت أفهم العصمة بالمفهوم الوهابي والتي تلازم النبوة ولما عرفت مفهوم العصمة لدى الإثني عشرية إنشرح صدري كثيراً وانتقلت بعدها إلى مفهوم الغيبة وحكاية السرداب الذي طالما كان الوهابيون يصوروه لنا تصويراً خاطئاً فيقولون لنا بأن الشيعة مجتمعون حول كهف ينتظرون خروج الإمام المهدي من ذلك الكهف, وهذه مسألة أخرى كانت تمثل عقبةً ً كؤودة تعيقني عن التشيع لكنني وبحمد الله تغلبتُ عليها أيضاً إذ وجدتُ من بين لي هذه المسألة على حقيقتها وتفاجأت كثيراً عندما وجدت بعض علماء أهل السنة القدامى يؤكدون أن الإمام المهدي هو محمد بن الحسن العسكري عليه أفضل الصلاة والسلام وإنه قد وُلد, فازددت يقيناً أن الإمام الذي ينتظره العالم ككل لا بد وأن ينحدر من سلالة طاهرة أبا ً عن جد حتى يكون من المصطفين لأنه الوعد الموعود والقائم المؤمل الذي بشرت به كل الرسالات عموماً وبشر به خاتم المرسلين على وجه الخصوص وأنه من عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن ولد فاطمة عليها الصلاة والسلام فلو سلّمتُ جَدَلاً أنه من ولد الحسن أو الحسين والسادة الحسنيين والحسينيين يشكلون الآن مايقرب من خمسين مليون نسمة حسب الإحصائيات الأخيرة فمن أي أب منهم سيأتي الإمام المهدي,مما زادني يقيناً أنه لابد وأن يكون تمام الأئمة الإثني عشر(محمد بن الحسن العسكري) عجل الله فرجه الشريف, كما جاء في الروايات الصحيحة المصرحة بإسمه في أوثق مصادر الشيعة.

هاتان مسألتان وصلتى فيهما إلى قناعةٍ تامة, بقيت لدي مسائل أخرى وجدت لها الجواب الشافي والرد الكافي عليها من كتب السنة وصحاحهم قبل كتب الشيعة كمسألة المتعة ومسألة الجمع بين الصلاتين وهكذا كنت يوماً بعد يوم أقتربُ من التشيع وأبتعد عن خط من يسمون أنفسهم أهل السنة لاسيما وأنا أجدهم يصفون الله عزوجل"تعالى عما يقولون علواً كبيرا" أنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل على صورة شاب أمرد فيسأل هل من سائل فأعطيه, هل من مستغفر فأغفر له’ هل من تائب فأتوب عليه, فبدأت أتساءل ألم يقل الله تعالى في كتابه العزيز (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فلماذا ينزل الله تعالى أساساً طالما أنه أحاط بكل شيء علما ثم هل هو جسم حتى ينزل من مكان إلى آخر؟ وأي سماء تسَعُهُ جلَّ وعلى إذا كان كرسيه وسع السماوات والأرض؟ ثم لماذا ينزل بصورة شاب أمرد (تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا).

فلم يقبل عقلي مثل هذه الترَّهات وأنا أعلم أن هذا يناقض عقيدة التوحيد التي دعا إليها سيد الخلق وحبيب الحق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله والتي تدعو إلى تنزيه الخالق جل وعلى وأن هذا يتنافى مع توحيد الأسماء والصفات, ما كنت لأسلم لمثل هذه الإفتراءات على الله جل وعلى مما دفعني للبحث عن مذهب ينزه الله تعالى ويقدره حق قدره ولم أجد إلا مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام الذي ركز على هذا الجانب وأعطاه حقه لاسيما عندما قرأت نهج البلاغة للإمام علي عليه الصلاة والسلام هذا الكتاب الذي لانظير له بين كتب البلاغة والفصاحة,والذي بين لي كثيراً من المسائل لاسيما مسألة الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله ولقد اندهشت كثيراً عندما قرأت الخطبة الشقشقية للإمام علي عليه الصلاة والسلام "أما والله لقد تقمصها (فلان) وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إليَّ الطير فسدلتُ دونها ثوبا....... إلى آخر الخطبة "
فعرفت رأي الإمام علي في غيره من الخلفاء الذين سبقوه, وأحقيته عليه الصلاة والسلام بالخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً بلا فصل, فلقد كان الوهابيون يصورون لنا أن الإمام علي كان من أوائل من بايع أبا بكر وكان يرى عليه السلام أن الخلافة شورى بين المسلمين, ولا أدري ماذا يقصدون با لشورى؟ ومتى تحققت الشورى في من سبق الإمام علي عليه الصلاة والسلام من الخلفاء؟ كما قال الإمام علي عليه السلام لأبي بكر:

فإن كنت بالقربى حججت خصيمهم
فغيرك أولى بالنبي وأقربُ
وإن كنتَ بالشورى ملكت أمورهم
فكيف بهذا والمشيرون غُيّبُ

لقد عرفت وعلمت علم اليقين بعد مطالعتي لكتب الشيعة وأدلتهم القوية في مسألة الإمامة والخلافة أن الخلافة والإمامة هما امتداد لخط النبوة ولاتكونان إلا بالنص فهما عهدٌ معهود لايناله إلا الذين اصطفاهم الله تعالى كما جاء في سورة البقرة في قوله تعالى لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين) واستمعت في هذا الجانب إلى سماحة آية الله السيد كمال الحيدري فاقتنعت تماماً بما سرد من أدلة تثبت أن الحق في هذا الجانب مع الشيعة الإمامية الإثني عشرية ولهذا بدأت أتشيع في الفكر والمعتقد وأما في جانب العبادات فكنت أتبع من يسمون أنفسهم أهل السنة أتوضأ كما يتوضؤون وأصلي كما يصلون وأصوم في السفر ولبثت على هذا الحال أكثر من سنة ثم بعد ذلك قررت أن أترك مذهبي السني المزيف وألتحق بالمذهب الحق, المذهب الإمامي الإثني عشري عقيدة وسلوكاً وممارسة ولكن داخل بيتي وحفزني على فعل ذلك أن زوجتي لم تكن وهابية فلم أكن أختلف معها إلا قليلاً بعد هذا التحول وذلك قبل أن تتشيع زوجتي وتتبع مذهبي الجديد, ثم أظهرتُ تشيعي للملأ وأمام كل الأصدقاء وبدأت أناقشهم بالحجة والمنطق ولكنهم لايسمعون لي بل كانوا يتجنبون الحديث عن هذه المواضيع .

إنني الآن أعتز وأفتخر بانتمائي إلى مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وأعلم علم اليقين أنني على المذهب الحق ومستعد لمواجهة من يعترض طريقي بكل ما عندي من أدلة وبراهين فأنا أعتبر أنني ملكت كنزاً لا تضاهيه كنوز الدنيا كلها, إنني أتشرف بمذهب أهل البيت وهذا الشرف يجعلني أتباهى بمذهبي أمام الملأ بل وأحرص على دعوة غيري وخصوصاً أقاربي إلى هذا المذهب العظيم, المذهب الحق فأنا أحب لغيري ما أحبه لنفسي والحمد لله لقد تشيع بعضهم بفضل الله وببركة أهل البيت عليهم السلام, كم يخالجني السرور حينما أذكر أقوال الأئمة عليهم السلام الذين هم فخر التأريخ وأنا أعرف عنهم الكثير في حين أن السامعين من حولي سواءً كانوا من أسرتي أومن أصدقائي لايعرفون عن هؤلاء الأئمة العظماء شيئاً, وكفاني فخراً أن عندي إمام أتشوق بلهفةٍ لظهوره عليه أفضل الصلاة والسلام في حين أن الكثيرين لا إمام لهم ينتظرونه, كم أتحسر على كل لحظةٍ مرت عليَّ وأنا لا أعرف فيها أهمية أهل البيت عليهم السلام,لا أعرف فيها أهمية الولاية,وكم أنا نادمٌ على العمر الذي قضيته بعيداً عن ولاية أهل البيت عليهم السلام, كم أنا نادمٌ على الفرصة التي سنحت لي في العراق لألتقي بالشيعة وعلمائهم آنذاك ولم أستغلها, فلم أذهب إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف ولم أستمع لكبار علماء الشيعة هناك ولم أتتلمذ على يد أيٍّ منهم, ولو أن عجلة التأريخ تدور للوراء لاستغليت كل لحظة وكل ثانية قضيتها هناك ولكن لاجدوى للتمني ولهذا فأنا عازمٌ على تعويض ما فاتني وعلى السير قدماً في ركب الولاء واستغلال مايسنح لي من فرص أسأل الله تعالى أن يثبتني على ولاية أهل البيت عليهم السلام والسير على منهاجهم إنه سميعٌ مجيب,كما أسأله سبحانه وتعالى أن يُعينني على تربية أولادي عل ولاية أهل البيت عليهم السلام والسير بهم نحو الثقلين, وأسأله تعالى أن يمن عليَّ بشرف زيارة أبي عبد الله الحسين والإمام علي عليهما أفضل الصلاة والسلام مرةً أخرى, كما أسأله تعالى وأتوسل إليه بفضائل باب الحوائج سيدي ومولاي الإمام موسى الكاظم أن يمن علي بزيارة مرقد الإمام الكاظم الشريف مع حفيده الإمام الجواد عليهما السلام وأن يشرفني كذلك بزيارة غريب طوس الإمام الرضا عليه السلام وأن لايحرمني من زيارة أئمة البقيع وقبل كل هذا زيارة قبر جدهم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم إن الله ولي ذلك والقادر عليه والهادي إلى سواء السب